سيطرت مشاعر الحزن وخيبة الأمل على مشجعي كرة القدم في غانا اليوم الجمعة حيث استيقظوا على نبأ استبعاد نجم خط الوسط مايكل إيسيان من صفوف المنتخب الغاني في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وأعلن الاتحاد الغاني لكرة القدم مساء أمس الخميس أن لاعب فريق تشيلسي الإنجليزي البالغ من العمر 27 عاما لن يتعافى في الوقت المناسب من الإصابة في الركبة والتي تعرض لها خلال مشاركته مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بأنجولا في وقت سابق من العام الجاري.
ولا شك في أن غياب إيسيان سيؤثر بشكل كبير على المنتخب الغاني الذي يتنافس في الدور الأول بكأس العالم ضمن المجموعة الرابعة مع منتخبات ألمانيا وأستراليا وصربيا.
وكان إيسيان ساعد المنتخب الغاني في الوصول إلى الدور الثاني ببطولة كأس العالم 2006 بألمانيا ، علما بأنها المشاركة الأولى لغانا في نهائيات كأس العالم .
وقال الصحفي الرياضي الغاني البارز كارل تافيور في تصريحات لمحطة "جوي اف.ام" الإذاعية الغانية إن غياب إيسيان يعد أزمة كبيرة مثل التي قد يشعر بها المنتخب الأرجنتيني إذا غاب عنه النجم ليونيل ميسي.
وأصبح المشجعون الذين احتفلوا قبل أسابيع قليلة بنبأ غياب الجم الألماني مايكل بالاك عن منتخب بلاده في المونديال ، يشعرون بالألم الآن لغياب نجمهم إيسيان.
وكتب مشجع كرة قدم غاني يدعى ياو كوسي في موقع على الإنترنت "إنه بالتأكيد من أكثر الأيام حزنا في تاريخ كرة القدم الغانية.. يتمتع بموهبة هائلة ودراية كبيرة باللعبة ، سنفتقده بالتأكيد".
ويتمنى العديد من المشجعين أن تحدث المعجزة ويتمكن إيسيان من المشاركة ، لكن البعض الآخر يرون أن غياب إيسيان سيشكل فرصة للاعبين آخرين للخروج من ظل النجم.
وكتب مشجع يدعى سير سي على موقع "غانا ويب" قائلا "العالم لا يمكنه استبعاد المنتخب الألماني بسبب غياب بالاك. وبالتالي لا أحد يستطيع التشكيك في قدرة المنتخب الغاني في غياب إيسيان".
والمثير للدهشة أن واحدا من المرشحين للمشاركة مكان إيسيان ، هو كيفنبرينس بواتينج المولود في برلين بألمانيا ، وهو لاعب فريق بورتسموث الذي التحم مع بالاك زميل إيسيان بفريق تشيلسي خلال مباراة الفريقين في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ، والذي تسبب في غياب بالاك عن كأس العالم 2010 .
وكان بواتينج قد شارك ضمن المنتخب الألماني للشباب ولكن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) سمح له في وقت سابق من أيار/مايو الجاري بتمثيل المنتخب الغاني بعد أن اختار اللاعب تحويل ولائه للفريق الغاني ، مبررا ذلك بأنه يعتقد أن اتحاد الكرة الألماني لن يمنحه الفرصة للعب ضمن صفوف منتخب الكبار.
وأصبح بواتينج /23 عاما/ منبوذا في ألمانيا بسبب تدخله الذي أسفر عن إصابة بالاك ، وينتظر أن يواجه مشكلات مع المشجعين الألمان في حالة مشاركته مع المنتخب الغاني في مباراته أمام نظيره الألماني بالمجموعة الرابعة بكأس العالم.
وربما يكون بواتينج في مواجهة غضب بلد بأسرها ، لكن إيسيان يواجه أيضا انتقادات.
وينتاب الشك بعض المشجعين الغانيين حيث يعتقدون أن نادي تشيلسي وإيسيان يستغلون الحديث عن خطورة الإصابة ، كي يغيب إيسيان عن كأس العالم ويكون منتعشا ومستعدا بشكل جيد للموسم المقبل.
بينما يعتقد آخرون أن سوء الحظ يلازم إيسيان بسبب الطريقة التي يعامل بها والده جيمس البالغ من العمر 77 عاما.
وصرح جيمس إيسيان ، الذي يعيش في منزل من الطين في منطقة ريفية بغانا ويعاني من حالة صحية سيئة ، لصحيفة "ديلي جايد" الغانية بأنه لم ير مايكل منذ 15 عاما وأن محاولاته للاتصال به قوبلت بالصمت.
ورغم تلك العلاقة السيئة ، قال جيمس إيسيان إنه شعر بخيبة أمل لسوء حظ نجله مايكل.
وقال جيمس إيسيان "أشعر بخيبة أمل لعدم مشاركته (مايكل إيسيان) في كأس العالم ، شعرت بحزن عميق عندما سمعت ذلك.
وأضاف "لم أتناول أي طعام منذ أن سمعت أنه لن يسافر مع المنتخب إلى جنوب أفريقيا".